مسقط النور
3 مشترك
ذكريات :: منتدى المسابقات :: قسم القصص
صفحة 1 من اصل 1
مسقط النور
مسقط النور
كانت تجلس على الأريكة الخاصة بها بجوار النافذ تنظر من خلال الزجاج على الشارع الموازي تنظر للسيارات ....... للمارة ...... لعربة الفول ........ سيارة الأيس كريم ..... بائع العرق سوس وهو يحمل قربته وبها صاجات تحدث أصوات ..... عسكري المرور وهو يشير للسيارات بكلتا يديه بحركة سريعة في اتجاهات متفرقة يمينا ويسارا وأعلى وأسفل .. وبيدها فنجان القهوة التركي بالخلطة السرية وترشف رشفات وهي هائمة بذاكرتها وكأنها جسد بلا روح ملقى على الأريكة العتيقة وروحها هائمة في ماضي تذكر كل أطرافه وبتفاصيله الدقيقة كأنه مر منذ لحظات قليلة هامت وكأن أشعة الشمس الذهبية بصفائها ودفء خيوطها وهي تسقط عليها من خلال نفس النافذة وهي على نفس الأريكة العتيقة ولكن بدون تلك الضوضاء الزاحفة إليها من ذلك الشارع الموازي
فقد كان الشارع الموازي هادئ يكاد يخلو من المارة إلا من نفر قليل وكان نفس الشارع مكسو ببريق تلك الأشعة بخيوطها النقية بلمعان رصف الطريق ...
وهي هائمة حالمة بذاكرتها .......
فجأة تعود لها روحها وذاكرتها وخيالها وكأنها عادت من عالم آخر بطرق الباب وصوت رنين الجرس ....... تتحرك بخطوات متثاقلة تجاه الطرقة المؤدية إلى الباب وتفتح وإذا به بائع اللبن لتأخذ منه لتر من الماء المخلوط بقليل من اللبن وتدفع الثمن أربعة جنيهات وتعود إلى ما كانت عليه قبل فتح الباب من الهيام بخيالها فقد كانت تشتري اللبن بدون الماء بقرشين اثنين واللتر كأنه لتر ونصف وتحدث نفسها بعد أن أغلقت الباب هل أشعة الشمس التي تغير بريقها وبهت من كثرة الغبار الذي حمل عليه هو السبب في كل هذا التغير ...
فمن الذي أحدث ذلك التغيير للآخر أشعة الشمس التي غيرت الإنسان أم الإنسان هو السبب في تغيير أشعة الشمس ؟؟؟
عادت ثانيتا بنفس الخطوات المتثاقلة إلى أريكتها العتيقة وفنجانها لترشف ذكريات مضت بحسرة وألم وحزن وهي لا تدري ما سبب علامات الحزن المرتسمة على وجهها هل من جراء تغير أشعة الشمس الذهبية أم من مرور معظم عمرها وهي على نفس الأريكة العتيقة وتغير تضاريس جسمها إلى تضاريس تلك الأريكة العتيقة .......
فهي في قرار نفسها تتمنى أن تهب البقية المتبقية من عمرها لقاء لحظة عاشتها منذ أن كانت لأشعة الشمس البريق الجميل والدفء اللذيذ وهي تنشر الحب الصافي والسلام والتعاطف النادر.....
تفيق من حلمها وهي تصيح بصوت متحشرج وأنفاس متقطعة وعيون شاخصة ... ليت ..... ليت ..... ولكن كيف؟
هل يمكن للزمن أن يجر أذياله متقهقرا إلى الوراء ....
مستحيل فمن أخذ القوة الدافعة للأمام لا يعود للخلف أبدا ... أبدا ..... أبدا
وأنها كانت مجرد أحلام ... لا ... لا ..
بل أوهام .... ترى هل هذه أوهام .......
أم خيالات مرت بهذه الرأس العتيقة التي طالما حلمت بتلك الأيام الصافية ...
بتلك الخيوط الذهبية الحانية
وما كادت أن تنتهي من أحلامها بل من أوهامها لا بل من خيالاتها حتى أسلمت روحها في سلام إلى باريها وهي سعيدة بأنها قد تخلصت من بهتان أشعة الشمس وأسدلت ستائر عينها من خلف زجاج النافذة على الأريكة العتيقة ويكفيها أنها عاشت أيام كانت فيها أشعة الشمس الذهبية صافية لا تحمل غبرة .
وبعد أن أسدل ستار حياتها تحت تلك الأشعة الباهتة جاء لها زوجها يجر أرجله وهاله أفول أشعة الشمس الذهبية الصافية ليواريها ويزرف دموع الندم والألم للوحدة التي سيعيشها بدون النور .....لا بل مسقط النور
مدحت السعيد- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 14
تاريخ التسجيل : 12/02/2008
رد: مسقط النور
بصراحه قصة تشد
بس اكيد من تاليفك
بدايه جيده لمؤلف جيد
abo body- مؤسس و مدير المنتدى
-
عدد الرسائل : 435
العمر : 48
البلد : ام الدنيا مصر
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
رد: مسقط النور
وبعد أن أسدل ستار حياتها تحت تلك الأشعة الباهتة جاء لها زوجها يجر أرجله وهاله أفول أشعة الشمس الذهبية الصافية ليواريها ويزرف دموع الندم والألم للوحدة التي سيعيشها بدون النور .....لا بل مسقط النور
شكرااااااااااااا لك اخى الكريم على القصه الجميله
ذكرى- مشرف عام المنتدى
-
عدد الرسائل : 804
العمر : 40
البلد : مصر
اعلام اعلام الدول :
لمزاج :
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
رد: مسقط النور
شكرأ على الردود التي تشجع على العمل من أجلكم
مدحت السعيد- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 14
تاريخ التسجيل : 12/02/2008
ذكريات :: منتدى المسابقات :: قسم القصص
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى