كوب عصير .. بالسم! للعروسة

هدية العريس لعروسه:
كوب عصير .. بالسم!
حسين حمزة
انتظر خالد موعد ليلة زفافه علي عروسه التي اختارها قلبه بفارغ الصبر!
تهيأ العريس ليعيش ليلة من أجمل ليالي العمر.. لكن.. بمجرد أن أغلق باب غرفة النوم.. وقف أمامها ينتظر ما ستقدمه له.. ليجد المفاجأة التي لم يتوقعها أبدا!
العروس تصده.. وترفض معاشرته.. رغم انها تزوجته برضاها وكانت سعيدة بهذا الاختيار!
لم يصبر العريس عليها سوي 48 ساعة فقط.. بعدها.. أصدر قراره بإعدامها.. بيديه!
كادت الجريمة تمر مرور الكرام.. لولا عدالة السماء.. التي تدخلت لتكشف السر الخطير.. وإليكم التفاصيل!

في نفس المكان.. ونفس المنزل.. دوت أصوات الزغاريد.. أرتسمت الفرحة علي الوجوه.. العروسان يتبادلان التهاني مع الأهل والأصدقاء والمعازيم.. انتهت ليلة الزفاف.. أخيرا حانت اللحظة التي يحلم بها الشاب 'خالد'.. لكل انسان حلم كبير.. وحلم خالد الكبير كان الزواج والاستقرار مع بنت الحلال.. ونادرين الفتاة الشابة التي لم تتجاوز الخاصة والعشرين ربيعا بعد كانت العروس التي اختارها لتشاركه حلمه الجميل!
وقف خالد أمام عروسه بنت الريف التي أطرقت رأسها إلي الأرض خجلا وتفضحها ابتسامة جميلة فوق شفتيها.. تخيل نفسه في تلك اللحظة أنه أقوي رجل في العالم.. لم ير أمامه سوي أجمل النساء.. تهيأ خالد لليلة العمر.. لكن!
صدمة العمر!
ما إن اقترب خالد من عروسه تزفه فرصة العمر.. حتي فوجيء بها تعرض عنه.. سألها في دهشة:





أنت بتبعدي عني ليه؟!
أبدا.. مفيش!





مفيش ازاي.. احنا بقينا في ليلة العمر.. وأنا حلالك!
التزمت الصمت.
تركها خالد وهو يمنحها فرصة.. قال لنفسه.. ربما تكون ظروف نفسية عارضة.. بكرة تبقي أحسن من النهاردة.
نام خالد وحده في تلك الليلة.. كأنه غريب عليها بينما أغلقت علي نفسها باب غرفتها..!
جاء اليوم الثاني.. خالد يستسلم لحالة توتر استبدت به رغما عنه.. فهو لايصدق ان حبيبته افسدت عليه ليلة العمر.. القي بما حدث خلف ظهره.. وراح يمنحها فرصة جديدة.. لعل وعسي!
لكن.. نادرين صوته للمرة الثانية وأكدت له قائلة:
انا ما اتجوزتكيش علشان كدة!
دارت الدنيا تحت قدمي خالد.. لم يصدق ما سمعه.. لكنه تأكد أنه واقع بكل مرارته وقسوته.. عليه أن يتجرعه شاء أو لم يشأ!





ماذا يفعل؟!
قتلته الحيرة لدقائق.. حتي وجد هدفه الذي ظن أنه سيريحه ويثأر لكرامته!
عصير الموت!
الخلاص من العروس.. هو الحل!
هكذا قرر خالد.. وراح ينفذ قراره بالفعل ويحوله إلي واقع.. تذكر ان المنطقة التي يسكن بها 'الفوالة' بمركز بني مزار.. يوجد بها محل لبيع المبيدات الحشرية..
أسرع إليه.. طلب من صاحبه مبيد سام شديد المفعول لقتل حشرات تهاجم منزله.. اشتري السم.. وعاد به إلي المنزل يفكر ماذا سيفعل لاكمال خطته؟!
تظاهر امامها انه غير غاضب.. بدا مبتسما.. حتي لايشككها في نيته وقراره بإعدامها!
لم يطلبها ليعاشرها في الفراش مثل اليومين السابقين.. قبل أن تلتفت لهذا الأمر.. بادرها بأنه سيقدم لها عصير رائع يشربه معها.. ابتسمت نادرين معتقدة أنها لفتة حانية منه.. عاد بعد دقائق حاملا العصير.. قدمه لها مبتسما.. ارتشفته.. بعد ذلك بلحظات.. سألته:





هو طعمه وحش كدة ليه؟!
لا.. أبدا ده انت متهيألك بس.. ما انا شربت العصير بتاعي أهوه!
ظل يتابعها بنظرات تحمل الغدر حتي سقطت تتلوي من شدة الألم.. لونها أصابه الشحب.. تستغيث بعريسها لانقاذ حياتها من الموت الذي يقترب منها بسرعة.. لكن هيهات.. وقف أمامها متخشبا ينتظر لحظة اغماض جفونها.. بالفعل.. ماتت نادرين!
شك!
استعد خالد للخطوة التالية في خطته.. أبلغ أسرة عروسه والجيران بالخبر الحزين!
الصراخ والعويل حل مكان الزغاريد والطبول في نفس المنزل.. خالد يتعجل لحظة دفنها وتقبل العزاء فيها حتي يبتلع ريقه ويهنيء نفسه بنجاح خطته.. لكن عدالة السماء لم ترد أن تضيع دماء نادرين هدرا.. وقف مفتش صحة مركز بني مزار يتفحص جثة نادرين وبدا علي وجهه علامات الشك والريبة.. خاصة عندما شاهد وجهها الذي أصابه الشحب وتلون باللون الأصفر مما يشير إلي وجود شبهة جنائية وراء وفاتها!
أبلغ مفتش الصحة اللواء محمد بهجت نائب مدير أمن المنيا لقطاع الشمال بشكوكه في الوفاة وانه رفض التصريح بدفنها.
بإخطار اللواء محمد نورالدين مدير أمن المنيا الواقعة.. أصدر توجيهاته إلي اللواء مجدي عبدالعاطي مدير مباحث المنيا بتشكيل فريق بحث لفحص سلوكيات المجني عليها وعريسها.. وسرعة كشف غموض وفاتها!
التحريات التي كشف عنها فريق البحث برئاسة العميد عاطف قليعي رئيس المباحث الجنائية وضم العقيد محمد هندي رئيس مباحث قطاع الشمال والمقدم أحمد الحفناوي مفتش المباحث تؤكد حسن سير وسلوك العروس المجني عليها.. وأنه حتي زفافها علي عريسها قبل يومين من وفاتها كانت طبيعية جدا.. في نفس الوقت اتجهت شكوك فريق البحث نحو العريس.. خاصة بعد أن عثر المقدم محمد لطفي رئيس مباحث بني مزارعلي زجاجة بداخلها سم!
القي النقباء عاصم زكريا ومصطفي حمدي وعبدالله السنوسي معاون مباحث بني مزار القبض علي الزواج!
قتلتني!
أمام اللواء عطية مزروع نائب مدير أمن المنيا انهار المتهم وأعترف انه فوجيء بعروسه ترفضه في ليلة الدخلة.. حاول ترويضها.. لكنها صدته وكررت رفضها لمعاشرته في فراش الزوجية.. حتي توقف ذهنه عن التفكير لتفسير تصرفها الغريب.. لأنها تزوجته بإرادتها ورغبتها وكانت سعيدة جدا حتي دخلت بيته.. فلماذا هذا التغيير!
بكي خالد ثم واصل اعترافاته قائلا:
نادرين دمرتني وقتلتني برفضها الاستجابة لرغبتي وحقي في معاشرتها في الحلال.. لم يكن أمامي حلا آخر سوي قتلها مثلما قتلتني.. فجأة.. ظهرت أمام خيالي فكرة المبيد السام لأتخلص منها.. بالفعل اشتريت المبيد.. ودسيته لها في العصير ولم تشك فيه حتي ارتشفته وماتت.. ولم أتوقع أن هذه الخطة سوف تنكشف الا عندما شك مفتش الصحة في الوفاة ثم تحريات المباحث.
انتهي شهر العسل قبل ان يبدأ بين العروسين.. انتهي بمأساة لم يتوقعها الاثنان ولا أسرتاهما.. لم يتوقع أحد أن تنتهي بهذه السرعة.. بعد 48 ساعة فقط من اعلان الزفاف..!


نقلا عن مجلة الحوادث 14 فبراير 2008
_________________